تلطم آه .. تقاتل لا
حسن الخفاجي
بعض شيوخ عشائر الانبار اجتمعوا قبل أيام قلائل وبايعوا داعش وتعهدوا بهزيمة "لبيك ياحسين" . استحضروا انتصارات سعد ابن أبي وقّاص وعبيده بن الجراح ، توعدوا "الروافض" بالهزيمة. قالوا إنهم سيدخلون بغداد فاتحين. خطاب طائفي وتحريضي طويل وحضور كبير بقصر وقاعة فخمة.
يقابله على الساحة الشيعية: شيوخ وعشائر في البصرة وفي غيرها من بعض مدن الشيعة يتقاتلون بشراسة على "أمور تافهة ويلطخون سمعة الشيعة بوحل العودة إلى الرّق وسبي النساء بنظام الفصل العشائري الفصلية".
على الجانب السياسي معركة طويلة يخوضها البعض من مراهقي ساسة الشيعة من اجل الوجاهة والبروز، أغلب ساسة الشيعة لاتهمهم ألا مصالحهم المادية، غمز ولمز وانقسام ، مصالح شخصية وحزبية تعلو على كل شيء.
حكومة تحفر في صخر الحكومات الخليجية تبحث عن عين ماء، يتوسلون قطر والسعودية من اجل تعيين سفراء لهم في بغداد، كي تحظى حكومتهم بقبول عربي، مثلما قالوا: إنهم يحظون بـ "المقبولية الوطنية".
وزير خارجية قطر التي فرحت الحكومة العراقية بزيارته لبغداد خطب في باريس داعيا دول التحالف إلى: "إلغاء الضربات الجوية ومطالبة الحكومة العراقية بإجراء مصالحة وطنية حقيقية". "طويل العمر" يريدنا ان نتصالح مع داعش ، كي يصبح ذبحنا على الطريقة الداعشية القطرية مشروعا وكي ينجح مشروعهم الطائفي .
مثقفون شيعة يطلقون على أنفسهم صفات: "علمانيون مرة وليبراليون مرة أخرى، عابوا على حسن الخفاجي انتقاده للسفير التركي لوحده، دون ان ينتقد السفير الإيراني، بعضهم طلب مني: "ان أكون منصفا وموضوعيا". يريدونني أن أساوي بين موقف إيران من العراق وموقف تركيا منه. مثقفون عراقيون انطلقوا من شارع المتنبي، كنسوا الاعظمية ومسحوها، ولم يذهبوا لكنس الأرض تحت أقدام والد ووالدة الشهيد مصطفى العذاري!.
تصبح "طائفيا بغيضا" حينما تبحث عن جانب القوة عند الشيعة وتعمل على تعزيزه لانه مشروع وطني. انحيازنا لا لغرض التخندق الطائفي، لأننا وجدنا: أن مشروع الحشد الوطني ذو الغالبية الشيعية هو مشروع وطني بامتياز، ومشروع غيرهم مشروع تقسيم وأقاليم طائفية ، لا تهمنا التسميات والنعوت.
إننا طائفيون مهما فعلنا ، إذا لم نُقَبـِّل أقدام ال سعود وال ثاني وال عفلق ، ونعفوا عن الهاشمي والعيساوي والدايني وغيرهم من المجرمين، ونرضى بالتقسيم أو حكم الأقلية. نفتخر بطائفية خطها وطني واضح ، تقف بالضد من مشاريع تقيسم تدعمها أنظمة استعمارية ورجعية وعميلة .
السؤال المهم لماذا الهجمة المركزة القوية الحادة على الشيعة ألان ؟.
لماذا كثر الحديث عن المصالحة والعودة إلى مربع مؤتمرات مكة وباريس وتركيا وعمان، التي لم يقبض العراقيون منها شيئا ؟.
الجواب بسيط : عندما كان ملايين الشيعة يذهبون مشيا على الأقدام لزيارة الإمام الحسين ع وفي غيرها من المناسبات الدينية ، عندما كنا نذبح ونقتل بالمفخخات وتدمر مدننا دون ردة فعل ، كانت كل الأطراف راضية عنا فرحين مستبشرين بقتلنا ، لكن بعد فتوى المرجعية الرشيدة وبعد أن أصبح المشاية اللطامة قوة قتالية فعالة أثبتت نجاحها على الأرض ، وسجلت انتصارات بمفردها دون الاعتماد على التحالف الدولي بمعارك تضاريسها صعبة ومعقدة في: جرف النصر و آمرلي وتلال حمرين ومن ثم في تكريت ، من هناك بدأت الخشية والخوف من ان يكون لشيعة العراق قوة تحمي العراق الواحد دون الاعتماد على الآخرين . الخشية من قوة الشيعة لان مشروعهم وطني . كأن التاريخ يعيد نفسه ، من يخشى الحشد الشعبي الوطني ويتآمر عليه هم احفاد واولاد وبقايا من تامروا على عبد الكريم قاسم صاحب اول مشروع عراقي وطني. مشروعهم تقسيم العراق ليصبح قاعدة لتقسيم كل دول ومحاور القوة والمقاومة للمشروع الغربي الصهيوني .
هذه هو مختصر القضية والقصة . يقبلون بنا, كبارنا وشبابنا يلطمون ويمشون في الزيارات ، لكنهم لا يقبلون أبدا ان نجمع بين القوة والعقيدة. بين ان نمشي إلى الإمام الحسين ع وان نصوب بندقيتنا نحو أعداء العراق والحسين من الوهابيين والأمويين الجدد. من هنا كل خوفهم لان مشروع التقسيم والحرب الطائفية هي المشروع الأنجع في حساباتهم .
من لم يجهر ألان بوقوفه مع أسباب عزتنا وقوتنا، من لم يساند الحشد الشعبي ويدعمه، يكون متآمرا على العراق، وعلى كل المسميات والمعاني التي تدل على الوحدة والعزة والشرف والقوة.
أخصمك آه اسيبك لا ، هكذا غنت نناسي عجرم وهم يغنون:
تلطم آه .. تقاتل لآ
ثمة فرق بين مَن تنحني الشجاعة تحت اقدامهم ليعتلوها وبين مَن ينحنون امام الشجاعة فتسحقهم .. إلا طحين ..
شيوخ عشائر الانبار يبايعون داعش ويتوعدوننا بالهزيمة في هذا الفديو
https://youtu.be/n9E8eacbyGo
حسن الخفاجي
hassan.a.alkhafaji@gmail.com
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire