vendredi 19 juin 2015

العراق كما رأيته حسن حاتم المذكور



العراق كما رأيته
حسن حاتم المذكور
الى الكتاب بداية, والوطنيين منهم بشكل خاص, شككوا بما اكتبه كما أٌشكك بما يُكتب, العراق الذي نكتبه اوعنه, قد غيبت حقيقته امريكا وتوافه الحكام, مشروعاً مزدوجاً اجتث فينا نوازع العطاء الوطني, والشعب اكثر بخلاً, انا صديقكم الهارب في زمن العودة من وطن استهلكني وكل من فيه مهجر او محاصر بين ارهاب زيتوني وفساد معمم .
امريكا احتلت الوطن والبيوت واسرتنا ايضاً واسقطتنا بدستور عاهر وديمقراطية خادعة, دعونا نشتمها او نواجهها بمقالات الزمن الأخرس لنترجم للناس صمتهم الغاضب, امريكا الشاطرة تراقب صمت العراقيين لتغتال غضبهم في تغيير فاسد لتسحب البساط من تحت اقدام الأرادة العراقية قبل ان تنضج مرحلة التغيير الوطني .
امريكا الباغية, تجيد أداء لعبة التخلص من مستهلكات المراحل, وكما حفرت لمرحلة البعث قبرها بعد ان انهكت واذلت العراقيين حتى بلغوا نقطة الخلط بين الأحتلال والتحرير, الآن وبعد ان سلخت الجلد الأخلاقي والأجتماعي والسياسي لهجين سلطة الأسلام السياسي, واوقعت مرحلتهم في نفق الفساد والأرهاب والسلوك المليشياتي, اثثت الذاكرة العراقية بنفاقهم وزيف ادعاءاتهم وافرغتهم من اسباب المقبولية والبقاء, ليصبح مشروع التغيير الفاسد مرحباً به من ضحايا التورط برفقة رموز الجهالة والضلال, ولا غرابة ان نرى القوات الأمريكية تجتاح بغداد على ظهر دواعش شمالها, لتمشيطها وافراغها من سلطة العمائم الطارئة, ومن العملاء الجدد تعيد تشكيل حكومة لأنجاز القادم من مسلسل مشروعها وتحت ابطها ما يكفي من الأراذل والسفلة لأعادة فصال مرحلة التقسيم والخراب الشامل, وهذا ما يمكن قراءته على يوميات الصمت العراقي .
في العراق شعب, رغم تفرده في الأصالة والعراقة والصبر وثقافة التغيير, لكنه اليوم مغلوباً مغيباً مستغفلاً والمتطفلون على ثروات وطنه, رموه في الجب ثم تباكوا عليه وادعوا تمثيله وحمايتة ونطقوا وصرحوا بأسمه, انه شرف جديد تنبعث روائحه من مواخير العهر من داخل المنطقة السوداء, رجال سلطة لا يؤتمنون, الفساد عندهم شطارة واللصوصية تقليد حميد والتبعية بعد جغرافي والعمالة حشر مع الناس, اقنعوا انفسهم على ان الطريق الى الأخرة معبداً بالعملة الصعبة وفائض المنقول, واقلهم انحطاطاً يدعي الشرف .
رأيت العراق في العمق, مستنقعات نفط للذهب الأسود وعلى السطح فيه مستنقع لمؤسسات سلطة العملية السياسية, وجهان لعملة الفساد والأرهاب واشياء كريهة اخرى, فيه مدعي يسار العلمنة وفيه المتأسلم مدعي الفضيلة والأمر بالمعروف, كلاهما وجهان لعملة الأنغلاق السلفي, كل يرى صورته على وجه غريمه ولقب اكتسبوه في رقصة الحبلين لرجم الشيطان, رزمة حجاج مسلفنة بالأكاذيب وتوبة المصالح .
امريكا تمسك العراق من جدائله, وتمسك ذيله المصالح الأيرانية, نزيف خاصرته حصة الجوار العروبي الأسلامي, فأصبح المواطن رهينة بعد انسلاخ حاضره عن مستقبله, في رفقة السوء لا يدرك العراقيون مغزى ذهابهم ومخاطر ايابهم, الكلام المثرثر والمواعظ الخادعة وصواعق الأفتاء المؤجل تدغدغ جهالة الملايين وثقتهم القاصرة, ومثلما هي قبضة ردة الفعل وحراك التغيير الوطني حاضرة في التاريخ العراقي, فالأرادة الوطنية انهكتها الفوضى الخلاقة وستتأخر وظيفتها الى اجل غير منظور, الى جانب بغض الأحتلال وتفشي الفساد والأرهاب, هناك دين لا دين له وعلمانية سلفية لمخلفات يسار تآكل واستكرب وفتته الصدء, تلك العاهات, تؤدي واجباتها في تعويق الوعي المجتمعي .
لم اكن متشائماً, فالعراق مسكوناً بالتغيير وقادم في قطار التاريخ, لكنه الواقع يتخبط داخل نفق الفوضى والضياع, يغمره فائض عمائم الزيتوني, تدفع به رفقة الزيف والخذلان الى محرقة المجهول, وطن فيه الفساد يدعي مقاتلة الأرهاب وتصفية حسابات تاريخية بين (الله اكبر ــ هم ــ والله اكبر ــ هم ــ) وعلمنة تساوم اسلمة في انسجام على رجم الشيطان في مكة, حجاج متنافقون متكارهون, تلك الهواجن الزائفة اذا ما افرغت كواتم لعبتها في صدر الوطنية العراقية, تغرغرت بأسمها ادعاء ومديح .
هذا العراق اذن, كنت فيه ضيفاً لم يراني ولم اراه, فشككوا ان شئتم بما اقول .
19 / 06 / 2015



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire