vendredi 19 juin 2015

منصور عجمايا/ذكرى العشرون لفقدان والدي



ذكرى العشرون لفقدان والدي 18\حزيران95


تمر اليوم ذكرى وفاة والدي المرحوم صادق يوسف عجمايا مواليد 1924 تللسقف ، عاش وحيداً مع خمسة أخوات يكبرونه عمراً وهو الأصغر لأفراد العائلة ، نشأ مكرماً ومدللاً من قبل والديه وأخواته ، الغالبية منهن متزوجات ومؤهلات بعوائلهن ، حيث رضع الحليب من أخته الكبيرة سرة كون والدته أضحت كبيرة السن عند ولادته فكانت تغذيته عسيرة ، والحليب الصناعي والطبيعي غير متوفر لأطفال العراق مع بداية تأسيس الدولة الملكية العراقية.
عاش في بيئة غنية ومتمكنة نوعاً ما في تلك الفترة ، حيث كان المرحوم جدي يملك أراضي زراعية وثروة حيوانية خصوصاً تربية الأغنام والماعز والأبقار والدجاج ، بالأضافة لممارسة التجارة ويتقن فن القصابة وصناعة أفرشة الجلوس والنوم من الصوف الخالص (مدادة)في القصبة والقرى الأخرى ، كانت له علاقات واسعة مع الأكراد يأتون بغلتهم من فواكه متنوعة وجوز ولوز وزبيب وبلوط وحبة خضرة والتبغ والخ لمقايضتها مقابل البرغل والحبية والحنطة والشعير لصعوبة الحصول على العملة النقدية.
وبسبب أمكانية والده المالية لم يستمر بالدراسة لقلة الوعي العائلي في حينها ، حيث أنهى الصف الثالث الأبتدائي ليقوم بالواجبات البيتية الملقات على عاتقه كونه الوحيد في البيت وجميع أخواته تزوجن وتاهلن ، فما كان من والده ووالدته أن يفكرا بزواجه المبكر وهو بعمر يافع ذو 14 ربيعاً ، ليقترن بوالدتي عام 1938 وهي بعمر 12 عاماً ، لينجبنا أبنتهم البكر راحيل بعد 4 سنوات من زواجهما ، وفيما بعد الأولاد والبنات لتكون الحصيلة النهائية 4 بنات و4 أولاد تزوجوا وأنجبوا جميعهم موزعين في بلدان العالم ، أمريكا وأستراليا ولبنان والعراق حالهم حال بقية أبناء وبنات شعبنا الكلداني والمسيحي المغترب عنوة من بلدهم الأصيل.
قراءته وكتابته كانتا ضعيفة لكنه يتقن العمليات الحسابية بشكل جيد ، وكان مستمعاً جيداً لمن هم حواليه وقليل الكلام الاّ في الحالات المطلوبة للأجابة على أسألة من هم حواليه ، مما أكسبه سمعة جيدة بين شعبنا في البلدة وغالبية البلدات والقوى المجاورة ، ليكون له رصيد جماهيري متميز حتى في حل المشاكل التي تحدث في البلدة خصوصاً والمنطقة عموماً.
ومع بداية الخمسينيات من القرن العشرين أنخرط في العمل السياسي منتمياً الى الحزب الشيوعي العراقي ضمن منظمة تللسقف ، عن طريق أبن عمه المعلم المرحوم رزوقي عجمايا حيث كانا يتلقيان المعلومات والأفكار من المرحوم يونس شوريس عند تواجده وزياراته المتعددة لتللسقف ، كون تواجده الدائم في بغداد وأحياناً في الموصل ، حتى توسعت خليتهم كعمال وفلاحين ومعلمين لتشمل المرحوم يوسف أبلحد خوري هرمز والمرحوم أنطون نعمو والمرحوم صادق عجمايا كعمال وفلاحين والمرحوم الشماس رزوقي عجمايا والمرحوم النصير ميخائيل كوركيس عتوري \معلمين والمرحوم الكاتب والصحفي جميل روفائيل \ طالب في حينها. أنظر الى مقالة الأستاذ المرحوم جميل روفائيل الرابط أدناه:
توسع التنظيم الحزبي الشيوعي الوحيد في تللسقف فيما بعد ، من خلال الكسب الجديد بدقة وعناية معتمدين على النوعية وليست الكمية ، لينظم اليهم المرحوم حنا ججو توحي والشهيد الطالب كوريال أوراها ، ويقال كان من ضمن المنظمة المرحوم المعلم نيسان عم بولص الذي فارق الحياة وهو شاب لأسباب أجهلها ، ولا زال هناك أشخاص أحياء متواجدون لم نذكرهم لعدم تخويلنا بذلك ، وهم حالياً في أمريكا وبقية بلدان العالم.
في مقالة موسومة تحت عنوان (تللسقف قريتي وذكرياتي ) بتاريخ 607 للأخ والأستاذ كامل زومايا ، تطرق فيها حول تللسقف والحزب الشيوعي العراقي ، يكرر ويكرم فيها دور شيوعيي تللسقف ومنهم المرحوم أبو توما(أنطون عم مرقس) وأبو سمير (سعيد ميخا يدكو)وأبو ناصر(صادق يوسف عجمايا) وأبو صمود (صبري يونان) وأخوه الشهيد (جلال عم مرقس) والشهيد (وليم شمعون جوا) والشهيد (أثير كوركيس عم مرقس) ، ودور الجيل الثاني الذي رافق العمل الشيوعي وهم كثر لا مجال للتطرق اليهم في هذه المقالة الخاصة بذكراها المؤلمة.
هويته الأممية والوطنية والقومية والدينية:
كان يحمل هوية واحدة موحدة في داخله ومسيرته السياسية العسيرة و الشاقة ، محافظاً على أمميته الأنسانية الشيوعية في خير وتقدم وتطور الأنسانية والحياة جمعاء في كل مكان من العالم ، كما وفي نفس المقياس وطنياً صلباً وقومياً كلدانياً ودينياً مسيحياً كاثوليكياً ، محترماً جميع القوميات والمكونات العراقية والعالمية وجميع التوجهات والأختلافات الدينية الأخرى ، والتدين هو بين الأنسان والخالق دون تأثير الأنسان على الأنسان في الجانب الروحي ، كون ذلك من أختصاص الله بعيداً عن الفعل الأنساني ، يحمل في فكره وتطلعاته مزيداً من الهم والأهتمام الأنساني بشكله العام ، وبالعموميات بعيداً عن المصالح الفردية والشخصية ، محباً لخير الناس ومصالحهم ليقدمهم على مصالحه الشخصية وحتى العائلية ، تلك الدروس العملية أستفدنا منها كثيراً في مسيرتنا الحياتية ، ومهما قلنا فهو قليل جداً من حيث البساطة والنزاهة وحب ومحبة الأنسان أينما تواجد في الأرض ، وبالضد من أستغلال الأنسان لأخيه الأنسان مع تحقيق العدالة وأحقاق الحقوق الكاملة للأنسان والأوطان والقوميات والأديان دون تمييز ، عاش مثقفاً متواضعاً مهموماً من أجل شعبه ووطنه طيلة حياته.
رثائي لرفيق دربي(والدي)

أنام وأستيقض أسمع أنين أبتي
أعتكف في مخدعي لمآسي وطني
حزين أنا في تربتي
أليم أنا في غربتي
لفكرك أضحي
لأرى بصيص نظري
جمعت حقائبي ورحلت عن بلدي
لأعيش في غربتي وتعاستي
وبأستقامتك أحلم سأنتهي
لعنة للمرض اللعين الذي نالك
والدواء الحقير الذي أخترق جسدك
لا طريق للحياةبغياب دربك
الفكر ينهض شامخا بقامتك
ستبقى صورتك شامخة
وصوت نبراتك واضحة
بوجدان كل من عرفك
لا تبالي.. ما دامت الأنسانية تتذكرك
وفكرك النير يقرأ ويذكر تضحياتك
يا ابا فرج وعبد وناصر وناظم عاشوا في غيابك
كنت المودة والعون والوفاق لشعبك
لدرب سرت دهراً ولا مللاً لقضية أمتك
ونصر الحق لا محال لفعلك
أسطورةُ غامرة بحبك
والجماهير ملتفة حولك
نعلة لتراب لف جسدك
نعلة للشرذمة التي داهمت طريقك
لعنة للتراب الذي غطى تابوتك
لعنة لقبر يحفظ هيكلك
ثورة الأنسان خالدة بخلدك
حدادا يا شبيبة وشيبة الوطن!!
حدادا يا معبد وكنيسة ومسجد لضحايا البلد!!
حدادا يا شعبي لضياع ا لوطن والانسا ن معاً!!
حدادا يا مؤمنين وغيرهم لعراق شرده البشر!!
حداداً لهجر وتهجير كأنهم غجر!!
فما فائدة الوطن في غياب البشر؟!
وما فائدة الوطن في تعاسة البشر؟!
منصور عجمايا
18\حزيران\2015



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire