mercredi 17 juin 2015

الإيزيديون في سوريا من الوجود إلى الهجرة



ARA News / سيبر حاجي – الحسكة

الديانة الإيزيدية «دين معتنق من قبل عدد من المنتمين للقومية الكردية، التي ترجع بتاريخها للأقوام الآرية والشعوب الميدية، هكذا يعرفها السياسي الإيزيدي الكردي عبد القادر المارونسي» في حديث حاجم علو، إيزيدي سوري، لـ ARA News.

ويضيف «لو تعرفنا على الديانة الإيزيدية سنتعرف على جميع جوانب حياة الكرد قبل الإسلام، لأنها الحلقة المفقودة من تاريخ الكرد».

الأصل والوجود

اختلفت الآراء حول الأصل في تسمية «إيزيد»، فقد ذكرت بعض المراجع بأنه «حسب النصوص الدينية هو اسم من أسماء الله، وهو واجد الجنة والنار والعالم بما في السماوات والأرض».

حاجم العلو، كردي ممن يعتنقون الديانة الإيزيدية من مدينة الحسكة شمال شرقي سوريا تحدث لـ ARA News أن «اسم الإيزيد وجد مكتوب على الرقم الطينية للعهد السومري بشكل «ئي-زي-دي»، استناداً إلى تحليل خبراء الآثار، فإنها تعني الأرواح الطاهرة أو غير الملوثة، أو الذين يسيرون إلى الطريق المستقيم».

مضيفا أنه «والإيزيديون أقليات موزعون في معظم أنحاء العالم، بينما يرتكزون في العراق حيث النسبة الأكبر، تليها تركيا وسوريا وأرمينيا وجورجيا، حيث الأقليات سواء من الإيزيديين أو غيرهم معرضين للخطر من الأكثرية من أبناء الديانات الأخرى وخاصة المتطرفين».

وضعهم في المجتمع السوري

حلب، مدينة عفرين وقراها، الحسكة وقامشلو وسري كانيي وقراهم، هم أكثر مناطق تواجد الإيزيديين في سوريا.

وبالنسبة للحقوق الدينية والإنسانية لهم في سوريا، وعن إمكانية ممارسة حقوقهم المدنية في المجتمع السوري كبقية المكونات الدينية والعرقية، أشار حاجم إلى أن الحكومة السورية «لم تحفظ لهم أي حق إنساني أو ديني، إضافة لبعض الممارسات الأخرى مثل تدريس الإسلام للطلبة الإيزيديين رغما عنهم، كما لا يحق لهم دراسة القانون أو أداء القسم في أي منصب كان، وكذلك شهادتهم في المحاكم الرسمية غير معترف بها، ولا يحق لهم إقامة مركز باسم دينهم تحت أي ظرفٍ كان، والاحتفالات الدينية كانت ممنوعة لفترة طويلة، وسمحوا بها بعد أخذ مبالغ مادية –رشوة-».

الهجرة من سوريا وأسبابها

وبحسب إحصائيات غير رسمية وصل عددهم في سوريا لأكثر من خمسة عشر ألف نسمة خلال عام ثمانية وتسعين وتسعمئة وألف، أما اليوم فيقدر عددهم في الحسكة بأقل من ألفين نسمة، حيث ازدادت هجرتهم بين عامي 2012-2015.

وبالنسبة لأسباب هجرتهم «المتزايدة» من سوريا أضاف حاجم «إضافة للممارسات التي تُرتكب بحقهم، فإن الاقتصاد كذلك كان سبباً إضافياً للهجرة، حيث اعتمادهم الرئيسي على الزراعة ومحاصيلها، وعدم شراء الكثير من الإخوة الكرد المسلمين لمنتجاتهم، فأصبح البحث عن مكان أفضل اقتصادياً هدفهم في السنوات العشرة القليلة، وهذا ما حصل للمعقل الأكثر اكتظاظاً بهم سنجار/شنكال شمالي غربي العراق، فبين هذه الأعوام هاجر أكثر من ألفي نسمة منهم خوفاً من هجمات الإرهابيين، ولعدم ثقتهم بأي طرف لحمايتهم وعدم وجود تنسيق وتماسك ضمن المكون الإيزيدي نفسَهُ، مما أدى إلى تشتتهم وتفرقهم، وكذلك الحرب الطائفية في الشرق الأوسط التي يذهب الأقليات ضحيتها لصالح القوى الكبرى، وتناقص العدد باستمرار كل ذلك أدى بهم إلى حصر تفكيرهم للجوء إلى مكان أكثر أماناً، واستقراراً من موطنهم، فكانت أوربا الأمل للعيش بسلام بين مجتمع غير متعصب».

من جهة أخرى أوضح إبراهيم سمو، إيزيدي مقيم في ألمانيا، لـ ARA News عن أسباب أخرى دفعت بهم إلى الهجرة من سوريا «الأسباب هي عدم وجود حواضن دستورية، وقانونية حقيقية تضمن الحقوق، وتؤمن الحريات وتكافؤ الفرص، واستمرار النظرة الدونية ذات المنشأ الديني أو القومي أو العشائري الاستغلائي حسب الحال، حيث كان التمييز السائد اجتماعياً في التعاطي مع الإيزيديين لا يتعدى أنه كردي- إيزيدي، أي أن النظرة إليه استقرت على أساس إما ديني مستضعف أو قومي خطر أو عشائري غير معترف به، أو النظر إليه بهذه التصنيفات جميعها».

أسباب تمركزهم في أوروبا

وقد تمركز الإيزديين في أوروبا في هجرتهم، وبشكل خاص في ألمانيا والسويد والولايات المتحدة وكندا.

وأشار سمو في حديثه إلى أن «سبب ذلك يعود إلى قوانين الدولة المضيفة التي تتساهل مع المهاجرين واللاجئين إليها، وتمنحهم فرصاً للحياة والحرية بل تعترف بحقوق إنسانية تكاد تضاهي حقوق مواطنيها».

وأضاف «من أجل الحد من هجرة الإيزيديين ينبغي على المعنيين عدم الوقوف عند الأعراض، والاكتفاء بذلك بل الانطلاق الجاد نحو الأسباب، ودراستها، والتعاطي معها بروح إنسانية مسؤولة وواجب أخلاقي وطني صادق، أما الاقتصار على الأعراض، وإدانتها فلن تزيد آفة الهجرة إلا استفحالاً».



1 commentaire:

  1. Hi, this is a comment.
    To delete a comment, just log in and view the post's comments. There you will have the option to edit or delete them.

    RépondreSupprimer