jeudi 18 juin 2015

القومية العربية في الميزان



قد يستغرب الإنسان عندما نقول بأن القومية هي أساس الوحدة بين الأمم والقوميات المختلفة ، وإننا نعلم جيداً بأنَّ هُناك أمثلة سيئة عن الإستغلال البشع والشخصي للقومية وأولها القائد الألماني هتلر المسبب للحرب العالمية الثانية والتي راح ضحيتها ما يقارب السبعين مليون إنسان ، ولكن عندما نبحث عن الأمثلة الإيجابية نجدها أعظم من ذلك بكثير ، فمثلاً الولايات المتحدة الأمريكية وهي أعظم وأقوى دولة موحدة في زماننا هذا ، وكلنا يعلم بأن أساس وجودها مبني على توحيد القوميات في العالم وضمهم في دولة واحدة ولغة واحدة وكيان واحد رغم إختلاف منابع وأصول شعبها ، هذا من ناحية وحدة الدولة ، وهناك مثال آخر عن وحدة الدول على الرغم من إختلاف قومياتهم وأصولهم بل ولغاتهم أيضاً ، وهذا المثال نجدهُ في الإتحاد الأوروبي حيث لا حدود فعلية وحيث الإنسجام والتوافق القومي دون نزاعات ودون حروب مع إحتفاض كل قوم بخصوصيته وتقاليده ، والإتحاد الأوروبي كما يعلم الجميع هو إتحاد بين دول متقدمة وقوية ومثقفة ولا نُبالغ عندما نقول بأنهم أفضل الدول من حيث مستوى المعيشة والخدمات الإنسانية .
وكوننا مسلمون ومؤمنون بالله واليوم الآخر فإننا نغار على ديننا وعلى عقيدتنا وهي التي كانت سباقة بهذا الشأن ، فإذا كان أساس وجود أعظم الدول وأقواها وأكثرها إستقراراً هو القومية فلماذا لا يكون كذلك عند المسلمين ؟
كل إنسان لهُ الحق في إنتمائهِ لقوم محدد ولشعب معين ولأمة معروفة ، ومن خلال هذا المفهوم يستطيع الإنسان أن يُبدع وأن يُصلح وأن يبني ويسعد من حوله .
إخوتي بالله
إن أساس مشكلتنا وفرقتنا نحن المسلمون ونقصد هُنا المليار ونصف المليار مسلم إنما في تعصبنا الأعمى للقومية بالرغم من أنَّ الإسلام إنما وجد ليوحد الأقوام بعد تفرقهم وليعود بهم ليكونوا أمة واحدة وقومية واحدة وشعب واحد كما كان وكما يجب أن يكون ، وبخصوص القومية العربية فهي في صورتها الإيجابية إنما تُمثل أساس ووجود الإسلام ، ولقد أبلت البلاء الحسن في إحتواء دين الإسلام والمسلمين جميعاً ولم تُقصر في خدمة المسلمين جميعاً وخدمت مقدساتهم يوماً ، وما زالت على العهد ، فالجزيرة العربية وهي مهد العرب لم تتنصر ولم تتهود ولم تقبل بغير دين الإسلام ، وبالتالي فهي رمز وحدة المسلمين جميعاً ورمز وجودهم وعزتهم وكرامتهم ، وهي عربية خالصة ، فكيف لا يكون للقومية العربية دور في وحدة المسلمين وفي قوة الإسلام ودين الإسلام ؟

محمد "محمد سليم" الكاظمي



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire