lundi 8 juin 2015

عودة للشعور القومي . الباحث/ داود مراد ختاري



عودة للشعور القومي


الباحث/ داود مراد ختاري
رحل الايزيديون عن وطنهم في تركيا نتيجة الفرمانات والمأساة قبل قرن من الزمن ، ولم يبقى منهم الا بضع مئات ويسكنون في قرى متناثرة من أرض كوردستان الشمالية، والذين رحلوا هل اليوم يودون بالعودة ؟ .
فأبناء الذين ساهموا في ترحيلهم قبل قرن يودون عودتهم ، لانهم يمتلكون شعوراً قومياً عكس شعور أجدادهم في (التطرف الديني والعشائري).
ومن خلال الانتخابات التي جرت في تركيا يوم أمس 7-6-2015، وفوز حزب (h d p) بنسبة 13% من أصوات الناخبين في تركيا وحصولهم على 79 مقعد برلماني من أصل (550) مقعداً ، نرى من ضمن مرشحي الكورد فوز مرشحان للإيزيدية أيضاً في المناطق الكردية.
لو نقارن بين عدد سكان الايزيدية المتواجدين في تركيا والذين أدلوا بأصواتهم للمرشحين الايزيديين (فلك ناز وعلي اطلان) وحصولهما على أكثر من مائة الف صوت ، انه دليل واضح بان الناخبين في كوردستان تركيا يحملون شعوراً قومياً عالية، عكس بقية أجزاء كوردستان التي تغلب على الانتخابات الطابع العشائري والديني مع نسبة ضئيلة للشعور القومي.
وهذه إشارة واضحة الى الذين يودون بالعودة الى الوطن بان الأجواء مهيئة لهم، وأكثرهم لم يبيعوا قراهم وأراضيهم بل الحكومة قد استولت على أراضي البعض وفق قانون الاصلاح الزراعي واستغلال الأرض للزراعة وبالامكان تسوية هذه الاشكاليات.
أما نحن الايزيدية في العراق، لقد بدأنا اليوم بالرحيل عن الوطن كما فعلوا إخوتنا في تركيا قبل قرن تماماً.
اذاً ما دمنا سنعود بعد قرن لماذا لا نصبر على المحن؟ واني على يقين بان الشعور القومي والانساني سيغلب على كافة المشاكل في كوردستان عاجلاً أم آجلاً، وسيستيقظ النائمون على أحلامهم السوداء، وسيدركون بان ما رأوا مجرد خيال وهمي ولابد من التعامل مع الواقع الجديد والانسان المدني والعلم المتطور والتكنلوجيا التي وصلت بالانسان الى المريخ والقمر.
فهنيئاً للتلاحم القومي الكردي في كوردستان تركيا بغض النظر عن الدين والطائفة والعشيرة ، ومباركاً دخولهم الى البرلمان، وتهنئة خاصة الى الاخت فلك ناز والاخ علي أطلان وكل المرشحين ضمن القائمة الكردية.



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire