samedi 13 juin 2015

مأساة إيزيدية تركيا قبل قرن في مذكرات (ميرازي)ح 4 الباحث/ داود مراد ختاري



مأساة إيزيدية تركيا قبل قرن في مذكرات (ميرازي)
إعداد وترجمة: الباحث/ داود مراد ختاري
الحلقة (4)
من الذاكرة
تووتك كانت قرية في بلاد الترك، ضمن ناحية ديادين/ سنجق بايزيد، تلك هي قريتنا في فم تل بركاني، وما بعدها تلال إلى حدود (اوديش) وبعدها جبال ومرابع، كنا في القرية في الربيع ، اما في الصيف في الزومات (زوزان)، كانت تعلو صيحات رعاة الأغنام والخرفان هناك ، وكذلك صدى أصوات عازفي الناي ونغمات أغاني الصبايا والشباب والكنات (الكنائن ـ زوجات الابناء.) تحت ظلال الأشجار، تلك أصوات نقية، وفي الطريق تسير القوافل ويعبرون، ومن تلك القوافل تأتي أصوات المغنيين كأصوات الطيور(قولنك - مالك الحزين )، ففي الربيع تأتي أسراب الطيور من الصحراء القاحلة، أو كصوت أسرابهم حينما يعودون في الخريف إلى موطنهم الصحراوي.
في أسفل القرية وجوانبها نبتت الخضرة والمرابع، وتزدهر بالمراعي الربيعية خاصة في أسفل القرية تنبت أنواع النباتات، حينما تنمو وترتفع النباتات، كانت تصل إلى أقدام الفرسان وبطون الحصن وبالأخص في الربيع حينما تتفتح أنواع الأزهار والورود وتفوح بعطرها إلى الفضاء.
عند الغروب تلاحظ بقايا الثلوج، وحينما تنهض في الصباح الباكر ترى ظهور الورود بين بقايا الثلج، فالخلاصة أود أن أنعش رأسكم، الإنسان كلما ينظر يلاحظ النباتات، الأدغال، الورود، أزهار السوسن، الرياحين، الأقحوان، ورد الخشخاش الأحمر، وكذلك (نارجوان) الملونة قد سطت على الأرض ـ والحدائق والبساتين، الورود تزدهر جمالاَ بعد هطول الأمطار وظهور قوسُ قزح وتصبح على شكل منحني، المياه تصبح عذبة وتشتد الحرارة في الأرض، البرد ينقلب دفئاً، الطيور تظهر رويداً رويداً من فوق التلال والمرتفعات والصخور، بعضها قد عادت إلى عشها، وصغارها قد نشٌفت بجنحتها من قطرات المطر والندى، تراجعت واتجهت نحو أشعة الشمس فنشفت بسرعة واكتسبوا الحرارة.
السنونو (مقسوك - اصغر من العصفور، ذيله متفرج إلى نصفين) تطير أمام الفرسان، لم يبقَ شيء لتدوسها الأحصنة بقوائهما، تنتابها الفرحة بخروجها ودورانها حول الناس والحيوانات، لم تكن لديها الحواس لتنظر إلى الأشياء، تراها تتساقط بسرعة، وتتراكض على النباتاات الصغيرة الطرية كي يبني فيها عشها، كانت تبحث عن الطعام لصغارها الفاغرة المناقير، إنهم بانتظار الأم والغذاء.
بعد هطول المطر، الأطفال يخرجون من دورهم، يتوجهون نحو المرابع والحدائق، يذهبون للاستراحة والنوم، يتراكضون على النباتات وكان هناك (جفيكير كورَمَلسؤك) تخرج من بين أقدام الأطفال وتصرخ (ويت ويت)، أتعلم لماذا كانوا ينادون ويقولون (لماذا تخوفوننا إذ كنتم أبطال امسكوا بنا) وفي الجهة الثانية أصوات الدراج وخاصة (دراج اللوزلبون – دراج الصخور او الرومي) أكثرهم صفاءاً للصوت الغنائي.
رويداً رويداً زقزقة الطيور، وقوت قوت لزارا اندمجت مع صيحات الرعاة وأصوات الناي عند المطر تحت صخرة كبيرة، انه وضع المعطف على الصخرة ليجف، سيسدل عليهم ظلام الليل، (خاخا) أيضا جالس على صخرة يعزف على الناي، كي يخفف من آلام الحب.
هذا الصوت وصداه قد امتزجا بحيث لم تفرق بين تلك الأصوات وأصوات العود والطنبور.
وتصفى جمالاً، حينما كانت تهب الرياح الجنوبية،، تهتز الورود والزهور وتتداخل فيما بينها، تمتلك إحساساَ كأن تلك الورود والزهور قد امتلكت أرواحا، لقد رقصت، بعض الورود انحنت بقامتها نحو الأرض، وأخرى تعانقت، وأخريات اندمجت مع بعضها البعض كأنها صنف واحد، وبعد حين آخر انفصلا، بعض الورود والزهور أصبحت متماسكاً حين تراها كانها شباب وصبايا وعرسان بدأوا بالافراح والرقص.
العديد من العيون ومصادر المياه، ذات مياه صافية من (عين الروس) تجري إلى اسفل عين الخليفة ويلتقيان وتجرى إلى مطحنة القرية تبدأ كأن هناك حجر يعمل بواسطة الماء .
كي لا انسى واقول لكم لماذا سمينا هذا العين بـ (عين الروس) في الحرب الروسية التركية سنة (1877 -1878)، خيمت عساكر الروس على هذه العين ومكثت فترة من الزمن .
كان للعين طعم ونكهة خاصة، اتذكر جيداَ كان أغا القرية (سعيد أغا) يطلب ماء هذه العين لعمل الشاي، وحينما يأتون اليه بشاي معمول من عين آخرى يدرك بانها ليست من عين الروس، لان الشاي المعمول من هذه العين يعطي طعماَ مختلفاً، يتلذذ به الانسان.
تلك الورود والزهور والرياحين الرقيقة تتلف وتذبل تحت اقدام فرسان (زةظتيا) بواسطة النعل التي تحت ارجلهم، وبعض الاحيان الغزاة (خانلر) الايرانيين، اللصوص، المهربين لبعض الاغوات لوطن الروم([1])، وفي الكثير من الاحيان تتموج اوراق الورود نتيجة تساقط الدماء وتجف تلك الدماء فتذبل الاوراق شيئاً فشيئاً ثم تذبل الورد بعدها.

(1) الروم: هم موظفوا الدولة العثمانية او العثمانيين أنفسهم وليس المقصودية الروم البيزنطيين.





Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire